%D9%82%D8%A8%D9%88%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%85%D9%86%20%D8%B4%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%AF%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

قبور الدولمن شواهد على تاريخ الجولان القديم
جولاني - 01\05\2012
كثيرة هي الآثار والشواهد التي تشير إلى وجود الإنسان في الجولان منذ آلاف السنين، وإحدى هذه الشواهد هي "قبور الدولمن" التي تنتشر بالمئات، إن لم يكن بالآلاف، على امتداد الجولان من شماله إلى جنوبه، والتي تعود إلى الحقبة البرونزية وما قبلها، أي إلى الفترة الزمنية الواقعة بين الأعوام 4000 - 3000 قبل الميلاد.

وحسب المراجع الأثرية فإن تسمية "قبول الدولمن" تأتي من اللغة البريتانية القديمة وتتكون من كلمتين: "Dol" وتعني طاولة و "Men" وتعني الحجر، وهو بالفعل ما يعكس شكلها الذي يشبه الطاولة الحجرية. فقبور الدولمن عبارة عن بناء من حجر البازلت المنتشر بكثرة في الجولان، يبنى فوق مصطبتين دائريتين إحداهما فوق الأخرى، ويبنى فوق المصطبة السفلية صف من البلاطات البازلتية التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 95 سم وسماكتها حوالي 30 سم، تشكل غرفة بطول يتراوح بين 160- 210 سم، بشكل مربع غير متوازي يتجه من الشرق إلى الغرب، ثم توضع المسطبة العليا على هذه الأحجار، وتغلق الجهتان الشرقية والغربية ببلاطة. ويعتقد علماء الآثار أن الجسد كان يسجى في الدولمن بشكل يواجه الشمس حيث الرأس في الغرب.‏

وتعتبر قبور الدولمن أثراً مهماً يدلنا على أحوال سكان المنطقة في تلك الحقبة وكيفية معيشة الناس وتطورهم، بالإضافة إلى أنواع المهن الموجودة، مثل بداية الزراعة، طحن الحبوب بواسطة أجران حجرية، وطقوس الموت والدفن، وإلى نظام مجتمعي مدني كان يعمل بشكل حضاري حيث تم اكتشاف كتابات ولوحات محفورة على شكل فجوات صغيرة بهدف القيام بعمليات حسابية ما يدل على بداية الحساب والتدوين.